البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة آل عمران

صفحة 160 - الجزء 1

  قينقاع لما سئل الإمداد قال احتاج ربكم أن يمده ويجوز أن يكون الأذى ما كانوا يسمعون من قول اليهود عزير ابن الله وقول النصارى المسيح ابن الله.

  قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} أي اليمين والذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى أخذ الله عليهم المواثيق أن يبينوا نبوة رسول الله ÷ وصفته ولا يكتمونه شيئاً وهذا أيضاً يعم المسلمين في أن يبينوا للناس ما يحتاجون إليه في أمر دنياهم وآخرتهم.

  قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} أي يحمدوا بما ليس منهم ويحتمل أن يكون أهل الكتاب أحبوا القعود وترك الجهاد وأرادوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

  قوله تعالى: {... رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} والمنادي الذي نادى رسول الله ÷ للإيمان أو إلى الإيمان لقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}⁣[الأعراف: ٤٣]، قال الراجز:

  أوحى لها القرار فاستقرت ... وشدها بالراسيات الثبت

  قوله تعالى: {رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} فإن قيل: قد علموا أن الله منجز وعده ....

  قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} وسبب نزول هذه الآية أن أم سلمة سألت رسول الله ÷ عن الرجال ما بالهم يذكرون في الهجرة وما بال النساء لا يذكرون فنزلت هذه الآية.

  قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ١٩٦} فإن قيل: فالنبي ÷ لا يجوز عليه الاغترار فكيف خوطب