[سورة النساء]
  الزوج، وأما النحلة فهي العطية على غير بدل ويسمى الدين نحلة لأنه عطية من الله ø وفي تسمية النحلة بذلك لأن الله سبحانه وتعالى نحله عباده والنحلة أراد بها فريضة مسماه {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا} يعني الزوجات إن طبن نفساً عن شيء من صداقهن لأزواجهن {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ٤} الهني ما أعقب نفعاً وشفاء ومنه هنأ البعير السقاء قال الشاعر:
  متبذلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النقب
  قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} المراد بالسفهاء الصبيان والأولاد المفسدين وإن كانوا بالغين أي يقسم فيهم المال فيصيروا عيالاً وكلاً عليهم، ويحتمل أن يكون كل سفيه يجب الحجر عليه في ماله وقيل ثلاثة يدعون فلا يستجيب الله لهم رجل كانت له امرأة سيئة فلم يطلقها، ورجل أعطى ماله سفيهاً وقد قال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ورجل له على رجل دين لم يشهد عليه.
  وأصل السفه خفة الحلم فلذلك وصف به الناقص العقل ووصف المفسد بذلك لنقصان تدبيره ووصف الفاسق بذلك لنقصانه عند أهل الدين والعلم.
  وفي قوله: {أَمْوَالَكُمُ} تأويلان أحدهما: أموال الأولياء، والثاني: أموال السفهاء {الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} يريد أنها قوام معاشكم ومعايش سفهائكم {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} أي أنفقوا أيها الأولياء على السفهاء من أموالهم، ويحتمل أن يكون أيها الناس أنفقوا على سفهائكم من أموالكم {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ٥} أي أن يقال لكم بارك الله فيكم، وتوعدون جميلاً وتلقون ببشر.