[ذكر أقوال الناس في البسملة]
  يكن](١) صفة لازمة لذاته لحدوث عبادته بعد خلق خلقه ومن قال بهذا منع أن يكون إلهاً لم يزل.
  والقول الثاني: أنه مشتق من استحقاق العبادة فعلى هذا يكون صفة لازمة لذاته لأنه لم يزل مستحقاً للعبادة فلم يزل إلهاً وهذا أصح القولين لأنه لو كان مشتقاً من فعل العبادة لا من استحقاقها لكان عيسى إلهاً والأصنام آلهة لأن الناس قد عبدوها(٢) فصار قولنا على هذا من صفات الذات وهو الأصح(٣) وعلى القول الأول من صفات الفعل.
  وأما {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فاشتقاقه من الرحمة وهي(٤) النعمة على المحتاج قال الله تعالى(٥): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧}[الأنبياء]، أي نعمة عليهم، وإنما سميت النعمة رحمة لحدوثها عنها. والرحمن: أشد مبالغة من الرحيم لأن الرحمن يتعدى لفظه ومعناه، والرحيم يتعدى معناه ولا يتعدى لفظه، وكذلك تسمى قوم بالرحيم ولم يتسم أحد بالرحمن فكانت الجاهلية تسمي الله تعالى به قال الشنفري:
  ألا ضربت تلك الفتاة مجنها ... ألا ضرب الرحمن ربي يمينها
  وقيل: إن الرحمن ذو الرحمة، والرحيم الراحم.
  قوله ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢}: أما الحمد فهو الثناء على الرجل بجميل صفاته وأفعاله، والشكر الثناء عليه بإحسانه وإنعامه،
(١) هناك كلمة في نخ (هـ) لم تبن، وقد ألغيت في نخ (ح) ولم يبن الكلام بعدها إلا بهذه الزيادة والتغيير لأنه كان في النسخة هكذا فعلى هذا صوابه يكون صفة لازمة ... إلخ.
(٢) نخ (ح): لأنهم قد عبدوها.
(٣) نخ (هـ): وهو أصح.
(٤) نخ (ح): وهو.
(٥) نخ (هـ): قال الله تبارك وتعالى.