[سورة النساء]
  النِّسَاءَ} روينا عن أمير المؤمنين علي # أن الملامسة المجامعة {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} أي تعمدوا الصعيد هو التراب المتصعد على وجه الأرض كذلك رويناه عن أمير المؤمنين علي # قال ذو الرمة:
  كأنه الضحى يرمي الصعيد به ... ديانه في عظام الرأس خرطوم
  والطيب هو الحلال الطاهر {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ} منه، والوجه الممسوح في التيمم هو المحدود في الغسل للوضوء ومسح اليدين مع المرفقين على حد غسلهما للوضوء، وكذلك الجنب يتيمم للصلاة إذا لم يجد الماء وهذه الآية في قوم من الصحابة أصابهم جراح وقيل إنها نزلت عند إعواز الماء في السفر.
  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ} أي أنهم بجحدهم صفة رسول الله ÷ في كتبهم قد صاروا كمشتري الضلالة بالهدى وقيل إنهم كانوا يعطون أحبارهم أموالهم على ما كانوا يضعونه من التكذيب بالرسول ÷ ويرشون على كتمانه بنبوته وصفته في التوراة، روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش» وهو المتوسط بينهما.
  قوله تعالى: {.. وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} أي اسمع لا سمعت أو اسمع غير مقبول منك {وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} قيل إن هذه الكلمة كانت سبباً في لعنهم فأطلع الله نبيه عليها فنهاهم عنها فكانت تجري الهزاء والكبر.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} يعني من اليهود والنصارى {ءَامِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا} يعني من القرآن {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} يعني من كتبكم {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}