[سورة النساء]
  وطمس الوجوه هومحو آثارها حتى تصير كالأقفاء ونجعل عيونها في أقفائها فتمشي القهقرى ويجوز نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها أي في إضلالها ذماً لها بأنها لا تفلح أبداً {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} أي نمسخهم قردة.
  قوله تعالى: {.. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} يعني اليهود وفي تزكيتهم أنفسهم أنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، ويحتمل أن يكون تزكية بعضهم لبعض ينالوا به شيئاً من الدنيا {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ٤٩} والفتيل هو الذي في شق النواة والنقير ما في ظهرها والقطمير قشرها.
  قوله تعالى: {.. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قيل إنهما صنمان كان المشركون يعبدونهما، وقيل: الجبت الساحر والطاغوت الكاهن.
  قوله تعالى: {.. أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ٥٣} وهو الذي يكون في ظهر النواة.
  قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} والمراد بالناس رسول الله ÷ وفي الفضل المحسود عليه قولان أحدهما النبوة لأن العرب حسدتهم حيث صارت فيهم، والثاني: ما أعطاه الله ø من الحكمة والعصمة والتأييد بالملائكة {فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤} والملك العظيم النبوة والطاعة المفروضة.
  قوله تعالى: {.. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} ... إلى قوله: {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} فإن قيل: كيف يجوز أن يبدلوا جلوداً غير