[سورة النساء]
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني» وطاعة الرسول اتباع سنته والعمل بكل ما جاء به من عند الله، وطاعة الأئمة من ولده واجبة في كل ما فيه طاعة الله سبحانه؛ فأما ما كان من معصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصيته.
  {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} أي إلى كتاب الله ø وسنة رسوله ÷ والعالمين بهما من عترته {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ٥٩} وأظهر حقاً وأحمد عاقبة وأكثر صواباً وخير من تأويلكم الذي لا يرجع إلى أصل ولا يفضي إلى حق.
  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} هذه الآية نزلت في رجل أنصاري من المنافقين ورجل من اليهود كان بينهما خصومة فقال اليهودي: أحاكمك إلى أهل دينك لأنه علم أنهم لا يقبلون الرشوة وقال المنافق: بل أحاكمك إلى اليهود منهم كعب بن الأشرف لأنه علم أنهم يقبلون الرشوة فاصطلحا أن يتحاكما إلى رجل من جهينة فنزلت فيه هذه الآية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني المنافق {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني اليهودي {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني الكاهن.
  وقيل إنها نزلت في رجل من بني النضير وبني قريظة وكانت بنو قريظة في الجاهلية إذا قتل رجل من بني قريظة لم يقتاد من القاتل وأعطوا ديته ستون وسقاً من تمر فلما أسلم ناس من بني قريظة وبني النضير قتل رجل