[سورة النساء]
  من بني النظير رجلاً من بني قريظة فتحاكموا إلى النبي ÷ فقال النظيري يا رسول الله إنا كنا نعطيهم في الجاهلية الدية ستين وسقاً من تمر فنحن نعطيهم اليوم ذلك، وقالت بنو قريظة: نحن إخوان في النسب وفي الدين وإنما كان ذلك في غلبة الجاهلية وقد جاء الإسلام، فأنزل الله تعالى فيهم: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ}[المائدة: ٤٥]، ثم ذكر قول بني النظير فقال: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}[المائدة: ٥٠]، ثم أخذ النظيري فقتله بالقرظي ولذلك دخلت بنو النظير وبنو قريظة المدينة فتحاكموا إلى أبي بردة الأسلمي الكاهن فأنزل الله تعالى في ذلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني في الحال {وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} يعني حين كانوا يهود {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} يعني أبا بردة الأسلمي الكاهن.
  قوله تعالى: {.. فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} ... الآية وسبب نزولها أن المنافقين بعد القود من صاحبهم اعتذروا إلى رسول الله ÷ في محاكمتهم إلى غيره بأن قالوا: ما أردنا في عدولنا عنك إلا إحساناً لتقريب في الحكم دون الحمل على من الحق وتوفيقاً بين الخصوم فنزلت الآية.
  قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} يعني من النفاق الذي يضمرونه {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ} أي أعرض عنهم بالعداوة لهم وعظهم فيما بدا منهم ولا تقبل اعتذارهم {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ٦٣} أي أنت تزجرهم عما هم عليه بأبلغ الزواجر.
  قوله تعالى: {.. فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي وقع بينهم من المشاجرة وهي المنازعة والاختلاف سمي بذلك مشاجرة لتداخل بعض الكلام في بعض كتداخل الشجر بالتفافها {ثُمَّ لَا