البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة النساء]

صفحة 187 - الجزء 1

  النعمة في الدين والدنيا، ويحتمل أن تكون الحسنة ما أصابه يوم بدر والسيئة ما أصابه يوم أحد من شج وجهه وكسر رباعيته فمن نفسك.

  قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} وإنما كانت طاعة الرسول طاعة الله ø لأنها موافقة لإرادة الله تعالى {وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ٨٠} يعني حافظاً لهم من المعاصي حتى لا تقع منهم {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} يعني المنافقين يقولون أمرنا طاعة {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} والتبييت كل عمل دبر ليلاً قال الشاعر:

  أتوني فلم أرض ما بيتوا ... وكانوا أتوني بأمر نكر

  وفي تسمية العمل بالليل بياتاً قولان أحدهما: لأن الليل وقت للمبيت، والثاني: لأنه وقت الرجوع إلى البيوت، وفي المراد بقوله: بيت طائفة منهم غير الذي تقول أي أنها عبرت غير ما أضمرت من الخلاف فيما أمرتهم به أو نهيتهم عنه، والثاني معناه قدرت غير الذي تقول على وجه التكذيب {وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} قيل يكتبه بعلمه وينزل عليك في الكتاب.

  قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ} أصل التدبر الدبور لأنه النظر في عواقب الأمور {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢} أي تناقض من جهة حق وباطل ويجوز أن يكون من جهة بليغ ومرذول.

  قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} المراد به المنافقون وضعفة المسلمين {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ} وأولوا الأمر هم الأئمة من عترة الرسول ÷