البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة النساء]

صفحة 188 - الجزء 1

  القائمون مقامه الحاكمون بأحكامه {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} أي من الأئمة $ ومعنى يستنبطونه أي يستخرجونه مأخوذ من من استنباط الماء ومنه سمي النبط لاستنباطهم العيون {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ٨٣} في فضل الله ورحمته ثلاثة أقاويل أحدها: أنه رسول الله ÷ وأهل بيته الذين افترضت طاعتهم والثاني: القرآن، والثالث: اللطف {لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.

  قوله تعالى: {.. مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} والشفاعة مسألة الإنسان في صاحبه أن يناله خير بمسألته أو شر بمسألته وقيل الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمن ولكافة أولياء الله أجمعين، والشفاعة السيئة الدعاء عليهم لأن اليهود كانت تفعل ذلك فتوعدهم الله ø، والكفل الوزر والإثم، وقيل الكفل النصيب كما قال: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}⁣[الحديد: ٢٨].

  {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ٨٥} أي مقتدراً ... الآية، وأصل المقيت من المقوت فسمي المقتدر به لأنه قادر على إعطاء القوت كما قال الشاعر:

  وذي طعن كففت الطعن عنه ... وكنت على مسائته مقيتا

  قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} ومعنى التحية في هذا الموضع السلام والسلام تطوع مستحب ورده فرض ورد السلام خاص في المسلم دون الكافر. بأحسن منها: تقديره الزيادة في الدعاء أو ردوها: يعني مثلها.

  وروينا أن رجلاً سلم على رسول الله ÷ فقال: