البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة النساء]

صفحة 189 - الجزء 1

  السلام عليكم، فقال رسول الله ÷: «وعليكم السلام ورحمة الله» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي ÷: «وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته» ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي ÷: «وعليكم» فقيل: يا رسول الله رددت الأول والثاني وقلت للثالث: وعليكم؛ فقال: «إن الأول سلم وأبقى من التحية شيئاً فرددت عليه أحسن مما جاء به وكذلك الثاني وإن الثالث جاء بالتحية كلها فرددت عليه مثل ذلك {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ٨٦} يعني حفيظا ويجوز محاسباً على العمل والجزاء عليه.

  قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} وسميت القيامة لقيام الناس من قبورهم.

  قوله تعالى: {.. فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} وهذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله ÷ يوم أحد وقالوا: لو نعلم قتالاً لاتبعناكم، وقيل: إنها نزلت في قوم قدموا المدينة وأظهروا الإسلام ثم رجعوا إلى مكة وأظهروا الشرك {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي ردهم وأوقعهم وقيل معناه أهلكهم وكبتهم {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} أي تسموهم بالهدى وقد سماهم الله ضلالاً.

  قوله تعالى: {.. إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} أي يدخلون في قوم بينكم وبينهم أيمان فلهم منهم مثل ما لكم منهم وهذه الآية نزلت في هلال بن عنبر الأسلمي وسراقة بن مالك وخزامة بن عامر بن عبد مناف هؤلاء بنوا مدلج كان بينهم وبين رسول الله ÷ عقد فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش.