[سورة النساء]
  إلى بلد غير داني المحل ... بعيد المراغم والمطلب
  والثاني: والمراغم المهاجر أيضاً لأن من شخص عن قوم يهاجر عنهم فقد راغمهم والرغم الذل والرغم التراب والرغم بضم الراء ما يسيل من الأنف، وسعة أي سعة في الرزق وخروجاً من الضلالة إلى الهدى ومن كتمان الدين إلى إظهاره.
  {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} أي سرتم لأنه من ضرب الأرض بالرجل في السير فلذلك سمي السفر في الأرض ضرباً {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وهذا القصر يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون قصر الأركان إذا جاب مع استيفاء الأعداد فيصلي عند المسايفة والتحام القتال كيف أمكنه قائماً وقاعداً ومومياً وهذا مثل قوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا}[البقرة: ٢٣٩].
  والثاني: هو قصر أعدادها من أربع إلى ركعتين خائفاً كان المصلي أو آمناً إذا سافر بريداً؛ فأما الخوف المراعى في الآية فهو في صلاة الخوف إذا خاف النبي أو الإمام أعداء الله صلى صلاة الخوف ويكون بإزاء العدو وفرقة من المسلمين يشغلونهم عن انتهاك الفرصة من المؤمنين.
  قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} وهذا خطاب للنبي ÷ لما عزم المشركون الإيقاع به وبمن كان معه من المسلمين إذا استقبلوا بصلاتهم فأطلع الله ø على سرائرهم وأمره بالتحرز منهم فكل من قام مقامه ÷ فله أن يصلي صلاة الخوف بأصحابه عند حال الضرورة إلى ذلك {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} أي مع النبي ÷ في الصلاة