[ذكر أقوال الناس في البسملة]
  لأنه وصف الله والوصف يتبع الموصوف.
  وأما {الْعَالَمِينَ} فهو جمع عالم لا واحد له من لفظه مثل: رهط، وقوم، ونفر، وأهل كل زمان عالم، قال العجاج:
  فخندف في هامة هذا العالَم
  واختلف في العالم على ثلاثة أقاويل؛ أحدها: أن العالم عبارة عمن يعقل من الملائكة والإنس والجن وهو قول جيد. والثاني: أن العالم الدنيا وما فيها. والثالث: أن العالم كل ما خلقه الله سبحانه في الدنيا والآخرة، وهذا قول جيد.
  وفي اشتقاقه وجهان؛ أحدهما: أنه مشتق من العلم وهذا تأويل من جعل العالم عبارة عمن يعقل. والثاني: أنه مشتق من العلامة لأنه دلالة على خالقه وهذا تأويل من جعل العالم اسماً لكل مخلوق.
  قوله ø: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}: أما الذي روينا عن عاصم عن عبدالرحمن السلمي عن أمير المؤمنين علي #: مالك، وفي اشتقاقه وجهان؛ أحدهما: أن اشتقاقهما من قولهم: ملكت العجين إذا عجنته بشدة، والثاني: أن اشتقاقهما من القدرة قال الشاعر:
  ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
  والفرق بين المالك والملك من وجهين أحدهما: أن المالكَ من كان خاص المِلْك، والملِكَ من كان عام المِلْك. والثاني: أن المالك من اختص