البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر أقوال الناس في البسملة]

صفحة 21 - الجزء 1

  بنفوذ الإمرة، وفي أيهما أبلغ ثلاثة أقاويل؛ أحدها: أن الملك أبلغ في المدح من المالك؛ لأن كل ملك مالك وليس كل مالك ملكاً، ولأن أمر الملك نافذ على المالك. والثاني: أن مالك أبلغ من ملك في المدح لأنه قد يكون على من لا يملك كما يقال: ملك العرب وملك الروم وإن لم يكن يملكهم ولا يقال: مالك، وهو مالك إلا وصح ملكه. والثالث: أن مالك أبلغ في مدح الخلق من ملك، وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك، والفرق بينهما أن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكاً كان ملكاً وإن وصف الله سبحانه بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته وإن وصف بأنه مالك كان من صفات فعله.

  قوله ø: {يَوْمِ الدِّينِ}: ففي الدين تأويلان أحدهما: [أنه]⁣(⁣١) الجزاء، والثاني: الحساب، وفي أصل الدين في اللغة قولان أحدهما: أنه العادة ومنه قول المثقف العبدي:

  تقول وقد ذرأت لها وضيني ... أهذا دينه أبداً وديني

  أي من عادته وعادتي.

  والثاني: أن أصل الدين الطاعة ومنه قول زهير بن أبي سلمى:

  لئن حللت نحو في بني أسد ... في دين عمرو وحالت دوننا فدك

  أي في طاعة عمرو، وهذا اليوم هو عبارة عن ضياء يستديم إلى أن يحاسب الله عباده فيستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

  وفي اختصاصه بملك يوم الدين تأويلان أحدهما: أنه ملك يوم ليس فيه


(١) زيادة من نخ (هـ).