البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر أقوال الناس في البسملة]

صفحة 22 - الجزء 1

  ملك سواه فكان أعظم من ملك الدنيا، والثاني: أنه لما قال: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} يريد به ملك الدنيا قال بعده: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يريد به ملك الآخرة ليجمع بين ملك الدنيا والآخرة.

  قوله ø: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}: أما قوله ø {إِيَّاكَ} كناية عن اسم الله تعالى مضاف إلى الكاف وهذا قول جيد، والثاني⁣(⁣١) أنها كلمة واحدة كنى بها عن اسم الله تعالى وليس فيها إضافة لأن المضمر لا يضاف. وقوله {نَعْبُدُ} فيه ثلاثة تأويلات أحدها: أن العبادة الخضوع فلا يستحقها إلا المنعم بأصول⁣(⁣٢) النعم كالحياة والقدرة والسمع والبصر، والثاني: أن العبادة الطاعة، والثالث: أنها التقرب بالطاعة والأولى أظهرها لأن النصارى عبدت عيسى # ولم تطعه والنبي ÷ مطاع وليس بمعبود بالطاعة.

  قوله ø: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ... إلى آخرها، أما قوله: اهدنا، فمعناه أرشدنا ودلنا. وأما الصراط ففيه تأويلان أحدهما: أنه السبيل المستقيم، ومنه قول جرير:

  أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوج الموارد مستقيم

  والثاني: أنه الطريق الواضح ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ}⁣[الأعراف: ٨٦]، وقال الشاعر:

  تصد عن نهج الصراط القاصد


(١) نخ (ح): وأما الثاني.

(٢) نخ (هـ): بأعظم.