[سورة المائدة]
  شجرها {قِيَامًا لِلنَّاسِ} يعني صلاحاً لهم وقياماً في مناسكهم ومتعبداتهم.
  قوله تعالى: {... قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} يعني الحلال والحرام والكافر والمسلم {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} يعني أن الحلال والجيد مع قلتهما خير وأنفع من الردي والخبيث مع كثرتهما.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} وسبب ذلك ما روينا أن رسول الله ÷ خطب ذات يوم فقال: «أيها الناس كتب الله عليكم الحج» فقام رجل من بني أسد فقال: يا رسول الله أفي كل عام؟ فقال: «أما أني لو قلت لوجب ولو وجب ثم تركتم لضللتم اسكتوا عني ما سكتُّ عنكم فإنما هلك من هلك ممن كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على نبيهم» فأنزل الله هذه الآية {عَفَا اللَّهُ عَنْهَا} أي عن المسألة.
  قوله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ١٠٢} يعني عيسى سألوا المائدة فكفروا بها بعد وكقوم صالح حين سألوا الناقة فعقروها، وقريش سألوا رسول الله ÷ أن يحول لهم الصفا ذهباً والمروة فضة.
  قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} يعني ما بحر الله بحيرة ولا سيب سائبة، ولا وصل وصيلة ولا حمى حامياً، وروينا عن النبي ÷ أنه قال: «يا كثم بن جون يا كثم رأيت عمر بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلاً أشبه برجل منك به» قال: أخشى يا رسول الله يضرني شبهه؛ فقال: «لا إنك مؤمن وهو كافر وإنه أول من غير دين إسماعيل وبحر البحيرة وسيب السائبة وحمى الحامي».
  ومعنى قوله: يجر قصبه في النار، يعني أمعاءه. والبحيرة فعيلة من قول