[سورة المائدة]
  القائل بحرت أذن الناقة إذا شققتها قال الشاعر:
  فأمسى فيهم غيران يمسي ... يدير كأنه جمل بحير
  والبحيرة الناقة والناقة إذا ولدت خمسة أبطن نظر في البطن الخامس فإن كان ذكراً شقوا أذن الناقة فتركت مخلاة لا تركب ولا تحلب تحريجاً. وأما السائبة فإنها المسيبة المخلاة وكانت العرب تفعل ذلك ببعض مواشيها فتحرم الانتفاع بها على أنفسها تقرباً إلى الله ø، شعراً:
  عقرتم ناقة كانت لربي ... وسائبة فقوا للعذاب
  وكان في بدء الإسلام يعتق العبد سائبة لا ينتفع به ولا بولائه، وأخرجت بلفظ المسيبة السائبة كما قيل في: عيشة راضية أي مرضية، وكانت العرب ينذرون السائبة عند المرض فيسيب الرجل بعيره فلا يركب ولا يخلا عن ماء كالبحيرة.
  وأما الوصيلة فهي من الغنم وذلك أن العرب كانت إذا ولدت الشاة لهم ذكراً قالوا هذا لآلهتنا فيتقربون به وإذا ولدت أنثى قالوا هذه لنا وإذا ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلت أخاها ولم يذبحوه لمكانها. وأما الحام: فهو البعير ينتج من صلبه عشرة أبطن فيقال: حمى ظهره ويخلى.
  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} أي الشهادة بالحقوق عند الحكام، وفي قوله: {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} أي من المسلمين {أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} أي من غير دينكم من أهل الكتاب والمعنى أو آخران من غير دينكم إن لم تجدوا منكم، وليست أو للتخيير {إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} أي سافرتم {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ}