[سورة الأنعام]
  لَكَاذِبُونَ ٢٨} بما أخبروا من أنفسهم من الإيمان.
  قوله تعالى: {... وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} فأما عمل الصالحات فهو من عمل الآخرة فخرج من أن يكون لهواً ولعباً، ولأن الحياة في الدنيا قصيرة المدة منقبضة اللذة فأشبهت اللهو واللعب لقصر مدتها، وأهل الآخرة بخلافهم لأن مدتهم باقية ولذتهم غير زائلة.
  قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} أي من التكذيب لك والكفر بك {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} بحجة وإنما هو تكذيب بهت وعناد فلا يحزنك لأنه لا يضرك لأن تكذيبهم لك تكذيب لآياتي الدالة على صدقك الموجبة لقبول قولك. يدل على ذلك قوله: {وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ٣٣} أي يكذبون.
  قوله تعالى: {وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} أي لا مبطل لحجته ولا دافع لبرهانه ولا راد لأمره فيما حكم به من نصر أوليائه وقهر أعدائه ولا تكذيب لأخباره فيما أعلمه وحكاه وأخبره وأنباه {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ٣٤} أي من أخبارهم فيما صبروا عليه من الأذى وقوتلوا عليه من الصبر.
  قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} أي عن سماع القرآن واتباعك فيما جئت به {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} أي سرباً وهو المسلك النافذ فيها مأخوذ من نافق اليربوع {أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ} أي سرباً ومصعداً ومنه قول كعب بن زهير:
  ولا لكما ملجأ عن الأرض وابغيا ... به نفقاً أو في السماوات سلما
  {فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} يعني أفضل من آيتك في الكلام محذوف وتقديره