[سورة الأنعام]
  فتأتيهم بآية فافعل {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٥} أي لا تجزع في مواطن الصبر فتصير بالأسف والتحسير مقارباً لأحوال الجاهلين.
  قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} أي الذين يعلمون ويعقلون ويطلبون الحق والاستجابة هي القبول والفرق بينها وبين الجواب أن الجواب قد يكون قبولاً وغير قبول وأن الاستجابة قد تكون من الذين يسمعون طلباً للحق وأما من لا يسمع أو يسمع لكن لا يقصد الحق فلا يكون منه استجابة.
  {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} وهذا مثل ضربه الله تعالى لنبيه # ويكون معنى الكلام أن الموتى لا يستجيبون حتى يبعثهم الله وكذلك الذين لا يسمعون.
  قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِنْ رَبِّهِ} يعني آية تكون دليلاً على صدقه وصحة نبوته {قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ ءَايَةً} يعني أنهم يجابون بها إلى ما سألوا {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٧} أي لا يعلمون الصحة في نزول الآية.
  والثاني: أن زيادة الآيات إذا لم يؤمنوا بها توجب الزيادة في عذابهم لكثرة تكذيبهم فإن قيل فهذه الآية تدل على أن الله ø لم ينزل إليهم آية تعودهم إلى التصديق فلم يلزمهم الإيمان قيل هذا خطأ لأن ما أظهره الله ø من الآيات الدالة على صدق رسوله وصحة نبوته أظهر من أن تخفى وأكثر من أن تنكر فإن القرآن مع عجز من تحداهم الله ø من الإتيان بمثله وما تضمنه من أخبار الغيوب وصدق خبره عما كان ويكون أبلغ الآيات المعجزات، وإنما اقترحوا أنهم سألوها إعناتاً فلم يجابوا مع قدرة الله تعالى على إنزالها لأنه لو أجابهم إليها لاقترحوا غيرها إلى ما لا