البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة الأنعام]

صفحة 248 - الجزء 1

  بكرت تلومك بعدوهن في الندى ... فبسل عليك ملامتي وعناي

  وفي قوله: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} أي وإن تفد كل فدية لا من جهة المال في الثروة وهذه منسوخة بقوله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}⁣[التوبة: ٥].

  قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا} يعني الأصنام ودعاؤها عبادتها وطلب النجاح منها.

  فإن قيل: فكيف قال: ولا يضرنا ودعاؤها يستحق عليه من العذاب ضار؟ قيل: معناه لا تملك لنا ضراً ولا نفعاً.

  {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} بالإسلام {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} أي استدعته إلى قصدها واتباعها كقوله: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}⁣[إبراهيم: ٣٧]، أي تقصدهم وتتبعهم.

  قوله تعالى: {.. وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} أي بالحكمة والإحسان إلى الخلق {وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ} وذلك عند تبدلها يوم القيامة {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} وهو جمع صورة ينفذ فيها روحها نفخاً، ثم قال: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} وهو المتولي للأمر بالنفخ.

  قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ} وآزر اسم أبيه قيل إنه كلمة تتضمن السب ومعناه معوج كناية غاية بإعوجاجه عن الحق.

  فإن قيل: فكيف يجوز لإبراهيم # وهو نبي سب أبيه؟ قيل إنه سب يتضمن بتضييعه حق الله تعالى وحق الوالد يسقط في تضييع حقوق الله ø.

  {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} أما ذا وذاك وذلك فإشارات إلا أن ذا لما قرب وذاك لما بعد وذلك لتفخيم ما بعد