البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة الأنعام]

صفحة 249 - الجزء 1

  وملكوت السماوات والأرض هو الذي خلقها بما فيها من الشمس والقمر والنجوم والأفلاك والملكوت الملك كما يقال: الرحموت والرهبوت والرحمة والرهبة وملكوت الأرض الجبال والبحار والأشجار {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ٧٥} لنبوته وصحة رسالته.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} قيل إن الكوكب كان الزهرة طلعت عشاء ومعنى: جن عليه ستره ومن ذلك سمي البستان جنة لأن الشجر تسترها وسمي الجن جناً لاستتارهم من العيون والجنون لأنه يستر العقل والجنين لأنه مستور في البطن والمجن الترس لأنه يستر من يترس به قال الهذلي:

  وما وردت قبيل الكرى ... وقد جنه السدف الأدهم

  وقوله: {هَذَا رَبِّي} أي في ظني لأنه كان في ذلك الوقت في حال النظر والاستدلال، ويحتمل أن يكون قال ذلك توبيخاً على وجه الإنكار الذي يكون معه ألف الاستفهام فهو على تقدير أهذا ربي؟ قال الشاعر:

  رقوني وقالوا يا خويلد لا ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه هم هم؟

  {فَلَمَّا أَفَلَ} غاب.

  قال ذو الرمة:

  مصابيح ليست باللواتي يقودها ... نجوم ولا بالآفلات الدوالك

  {قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ٧٦} يعني حب رب معبود لأحرج في محبتهم لاعتقاد الربوبية.