البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة الأنعام]

صفحة 257 - الجزء 1

  قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} يعني القرآن أي تمت حججه ودلائله وأحكامه وأوامره وإنذاره بالوعد والوعيد، وقوله: {صِدْقًا وَعَدْلًا} أي صدقاً فيما حكاه وعدلاً فيما قضاه.

  قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} أي سره وعلانيته، وقيل: إن ظاهر الإثم ذوات الأخدان لأنهم كانوا يستحلونه سراً.

  قوله تعالى: {... وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} نزلت في ذبائح كانت للعرب ذبحتها لأوثانها وتحرم الذبيحة إن تركت التسمية عليها عامداً ولا تحرم إن تركتها ناسياً {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} أي المعصية {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} يعني المجادلة في الذبيحة وروي أن قوماً من فارس كتبوا إلى قريش وإلى أوليائهم منهم إن محمداً وأصحابه يزعمون بأنهم يتبعون أمر الله ولا يأكلون ما ذبح الله يعني الميتة والدم ويأكلوا مما ذبحوا هم لأنفسهم فأنزل الله فيهم هذه الآية {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ} يعني في أكل الميتة {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١} إن استحللتموها.

  قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} يعني كافراً فهديناه إلى الإيمان {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} والنور القرآن والعلم الذي يهدي إلى رشد {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} والظلمات الكفر وشبهه بالظلمات لأن صاحبه في حيرة منها تفضي به إلى الهلاك كحيرة الإنسان في الظلمة والآية على العموم وقيل إن المؤمن أمير المؤمنين # والكافر أبو جهل بن هشام.

  قوله تعالى: {.. وَإِذَا جَاءَتْهُمْ ءَايَةٌ} يعني علامة تدل على صدق النبي ÷ وصحة نبوته {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ} بالله ورسوله