[تفسير سورة البقرة]
  تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦}: وأصل الكفر عند العرب التغطية ومنه قوله تعالى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ}[الحديد: ٢٠]، يعني الزراع لتغطيتهم البذر في الأرض، قال لبيد:
  في ليلة كفر النجومَ غمامُها
  أي غطاها، فسمي [به](١) الكافر بالله لتغطيته نعم الله بجحوده. وأما الشرك فهو في حكم الكفر وأصله من الإشراك في العبادة والآية في عامة المشركين من أهل الكتاب وغيرهم.
  قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٧}: الختم الطبع وفي هذا الموضع معناه معنى الحكم، وقيل: إن الختم هو السمة والعلامة تعرف الملائكة بها الكافرين، وهذا إخبار من الله ø عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دُعوا إليه من الحق تشبيهاً بمن قد انسد سمعه وختم على قلبه فلا يدخل خير من الله تعالى لقلوبهم وهو حكم منه تعالى على قلوبهم أنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحق وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه والغشاوة تعاميهم عن الحق كالذي يغشى الناظر من قتام أو ظلام أو غيره، وسمي القلب قلباً لتقلبه بالخواطر، قال الشاعر:
  ما سمي القلب إلا من تقلبه ... والرأي يصرف والإنسان أطوار
  قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يُخَادِعُونَ إِلَّا
(١) زيادة من نخ (هـ).