[تفسير سورة البقرة]
  أَنْفُسَهُمْ}: يعني المنافقين يخادعون رسول الله ÷ والمؤمنين بأن يظهروا من الإيمان خلاف ما يبطنون له من الكفر لأن أصل الخديعة الإخفاء ومنه مخدع البيت الذي يَخفى(١) منه وجعل خداعهم لرسول الله ÷ خداعاً له لأنه دعاهم برسالته وما يخادعون إلا أنفسهم ورجوع وباله عليهم.
  {وَمَا يَشْعُرُونَ ٩}: [يعني](٢) وما يفطنون ومنه سمي الشاعر لفطنته لما لا يفطن غيره ومنه قولهم: ليت شعري.
  قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: أي شك ونفاق وغم ومنه قول الشاعر:
  أجامل أقواماً حياءً وقد أرى ... صدورهم تغلي علي مراضها
  وأصل المرض الضعف يقال مرّض في قوله أي ضعفه وإنما غمهم بظهور النبي ÷ على أعدائه، {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} أي بما ينزله على رسوله من الفرائض والحدود والأحكام، {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ١٠} يعني مؤلماً.
  قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} والفساد في هذا الموضع فعل ما نهى الله ø عنه وتضييع ما أمر بحفظه والإعراض عن ممالاة الكفار(٣) والفساد هو العدول عن الاستقامة وهذه الآية نزلت في المنافقين. {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ١١} وذلك أنهم ظنوا أن في ممالاة الكفار صلاحاً لهم وليس كما ظنوا لأن الكفار لو ظفروا بهم لم يبقوا
(١) نخ (هـ): الذي يُخفى فيه.
(٢) زيادة من نخ (هـ).
(٣) نخ (ح): الفساق.