سورة الأعراف
  ثم قال: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} فإن قيل: والله لا يشاء عبادة الأوثان فما وجه هذا القول من شعيب؟ فالجواب: أن هذا القول من شعيب على وجه التبعيد والامتناع كقوله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: ٤٠]، وكقولهم: حتى يشيب الغراب.
  ثم قال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ٨٩} أي احكم، وفاتحت فلاناً أي حاكمته.
  فإن قيل: فما معنى قوله: بالحق، ومعلوم أن الله تعالى لا يحكم إلا بالحق؟ فالجواب: أنه سأل الله أن يكشف لمخالفه من قومه أنه على حق.
  قوله تعالى: {.. الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي كأن لم يقيموا فيها ويعيشوا.
  قوله تعالى: {.. وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} البأساء القحط والضراء الأمراض والشدائد والبأساء أيضاً ما نالهم من الشدة في أنفسهم، والضراء ما نالهم في أموالهم.
  قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا} أي حتى كثروا وقيل عفا بمعنى شمس ومنه قول بشر بن أبي حازم:
  فلما أن عفى وأصاب مالاً ... يصفى مع صافيه أزورارا
  قوله تعالى: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} بركات السماء القطر وبركات الأرض النبات والثمار.
  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}