البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 282 - الجزء 1

  لو أحييناهم بعد هلاكهم {بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ} هلاكهم كقوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}⁣[الأنعام: ٢٨].

  قوله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ} أي من وفى بعهده والعهد هو ما جعله الله تعالى في عقولهم من وجوب شكر النعمة فإن الله تعالى هو المنعم {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ١٠٢} يدل على أن العصاة أكثر من المطيعين.

  قوله تعالى: {... قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أي أرجه أي أخره {وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ١١١} أي أعوانه وأصحاب الشرط.

  قوله تعالى: {... وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ١١٧} أي بسرعة التناول أو سرعة ابتلاعه بالفم شعراً:

  أنت عصا موسى التي لم تزل ... تلقف ما يأفكه الساحر

  أي ما يعلنون ومنه المؤتفكات أي المتلقيات.

  فإن قيل: فلم أمر موسى السحرة أن يلقوا وذلك كفر منهم يجوز أن يأمر به نبي؟ قيل عن ذلك جوابان أحدهما: أن مضمون أمره إن كنتم محقين فألقوا، والثاني القول على ما يصح ويجوز لا على ما يفسد ويستحيل.

  قوله تعالى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ} أي فظهر.

  قوله تعالى: {... وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الملأ من قومه رؤساء قومه وإنما سموا بذلك لأنهم مليون بما يراد منهم، والثاني بملأ الناس هيبتهم.

  فإن قيل: فما وجه إقدامهم على الإنكار على فرعون مع عبادتهم له؟ قيل: لأنهم رأوا منه خلاف عادته لأن عادة الجبابرة السطوة لمن أظهر العناد وخالف وكان ذلك من لطف الله تعالى لموسى وقوله: {لِيُفْسِدُوا} أي