سورة الأعراف
  بنا كيف تهلكنا بما فعل السفهاء منا {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ} والفتنة الاختبار ويجوز أن تكون بمعنى العذاب فيكون معنى الإضلال الهلاك والهداية إلى ثواب الجنة.
  قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ} وفي الحسنة وجهان أحدهما: أنها النعمة لحسن موقعها في النفوس، والثاني: أنها مستحقة الطاعة {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} معناه تبنا إليك ورجعنا بالتوبة عن المعاصي إليك لأنه من هاد يهود إذا رجع لأنه قال: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} في التقديم والتأخير {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} أي رحمتي وسعت المؤمنين من أمة محمد ÷ لقوله: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} أي رحمته لا تسع إلا المؤمنين أي المطيعين لي دون الفجار العصاة {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} أي زكاة أموالهم لأنه من أشق فرائضه ولأنها تطهر نفوسهم وأبدانهم.
  ثم بين من هم فقال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} لأن في التوراة مكتوباً عندهم إني سأقيم لهم نبيئاً من إخوانهم مثلك وأجعل كلامي في فيه فيقول لهم كما أوصيته به وفيها وأما ابن الأمة فقد باركت عليه جداً جداً وسأدخره لأمة عظيمة. وفي الإنجيل: يا سادة بالغار خليط في مواضع منها يعطيكم فاز ليط آخر ليكون معهم آخر الدهر كلها وفيها إنه يخبركم بجميع الحق ويخبركم المرء معه ويمدحني ويشهد لي فهذا تفسير قوله: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ}.
  ثم قال: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} وهو الحق {وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} وهو الباطل، وإنما سمي الحق معروفاً لأنه معروف الصحة وينهى عن