سورة الأعراف
  يعني انتقل إليهم انتقال الميراث من سلف إلى خلف {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} يعني الرشوة على الحكم {وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} أي أنه مغفور لنا لا نؤاخذ به {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} يعني أنهم أهل الإصرار عن الذنوب فلا يسعهم شيء يأخذوه لحاجة {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} في تحريم الحكم بالرشا وكذلك في جميع الطاعات والمعاصي والأوامر {وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} أي تلوا ما فيه فهم لا يجهلون شيئاً منه ويقدمون على مخالفته مع العلم به.
  قوله تعالى: {.. وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} أي زعزعناه ومنه قول العجاج:
  قد جربوا أخلاقنا الجلائلا ... ونتقوا أحلامنا الأثائلا
  وقيل: رفع الجبل عليهم وعسكرهم فرسخ في فرسخ وسبب رفع الجبل عليهم أنهم أبو أن يقبلوا فرائض التوراة لما فيها من المشقة فوعظهم موسى فلم يقبلوا فرفع الجبل فوقهم فقيل إن أخذتموه بجد واجتهاد وإلا ألقي عليكم؛ فقالوا: نأخذه بقوة ثم نكثوا بعد {وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ} والظن هاهنا بمعنى العلم واليقين أي لما عاينوا من ارتفاعه {خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} أي بجد واجتهاد ونية صادقة وطاعة خالصة.
  قوله ø: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أي أخرجهم قرناً بعد قرن وعصراً بعد عصر وفي إشهادهم على أنفسهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} على هذا التأويل قولان أحدهما: أنه قال ألست بربكم على لسان الأنبياء، والثاني: أنه جعل لهم عقولاً علموا ذلك فشهدوا به على أنفسهم والذرية مأخوذة من ذرء الله الخلق إذا أظهرهم وأحدثهم.
  قوله ø: {... وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا} وهو بلعم