البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 295 - الجزء 1

  السماوات والأرض قيام الساعة {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} يعني على غفلة لأنها لا يعلمها غير الله ولم يرد الإخبار بها من جهة الله فصار مجيئها بغتة وذلك أشد لها كما قال: {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} أي عالم بها ويجوز أن يكون في الكلام تقديم وتأخير ويكون معنى الكلام ويسألونك عنها كأنك حفي بهم على التقديم والتأخير وكأن بينك وبينه مودة توجب برهم من قولهم: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ٤٧}⁣[مريم].

  قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} أي لا أملك القدرة عليها من نافع ولا ضار {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أن يملكني إياه فأتملكه بمشيئته {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} أي من العمل الصالح {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} أي بعذاب العاجل والآجل.

  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يعني آدم {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني حواء {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} أي ليأوي إليها ويألفها ويميل إليها ويتعطف عليها {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا} يعني بالإفضاء والإصابة {حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا} يعني الماء الذي من نطفة آدم وكان خفيفاً عليها {فَمَرَّتْ بِهِ} أي استمرت إلى حال الثقل وقيل إنها شكت أحملت أم لا {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} يعني آدم وحواء {لَئِنْ ءَاتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ١٨٩} أي غلاماً سوياً.

  {فَلَمَّا ءَاتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ} المكنى عنه بقوله: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا} ابن آدم وزوجته الذين أشركا فليس براجع إلى آدم وحواء.

  قوله تعالى: {... أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا} يعني للأصنام في مصالحكم {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} يعني في الدفع عنكم {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ