البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعراف

صفحة 296 - الجزء 1

  بِهَا} يعني مضاركم من منافعكم {أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} دعاءكم وتضرعكم.

  فإن قيل: فلم أنكر عبادة من لا رجل له ولا يد ولا عين؟

  قيل: عنه جوابان: أحدهما أن من عبد جسماً لا ينفع كان ألزم ممن عبد جسماً ينفع، والثاني: أنه عرفهم أنهم متفضلون عليها فكيف يعبدون من هو أفضل منهم.

  قوله تعالى: {... خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} والعفو ما كان يفضل من أموالهم قبل فرض الزكاة ثم نسخ بآية الزكاة، والعفو ما كان يعفو عن المشركين قبل الجهاد ثم نسخ بآية السيف، وأمر بالمعروف أي بالعرف ومكارم الأخلاق وذلك كما روينا عن رسول الله ÷ أنه سأل جبريل # عن العرف فقال: «يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك».

  {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩} وهذه الآية منسوخة بآيات السيف وليس في القرآن آية أولها منسوخ وآخرها منسوخ ووسطها محكم غير هذه الآية.

  قوله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} والنزغ هو الإنزعاج والغضب {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٠٠} أي سميع لجهل من جهل عليم بما يزيل عنك النزغ.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ} وقرئ (طيف) ومعناهما واحد وإن اختلف اللفظ ومعناهما الوسوسة والغضب {تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ٢٠١} أي علموا فإذا هم منتهون.

  قوله تعالى: {.. وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا} أي هلا أنشأتها من قبل نفسك واخترتها لنفسك.