سورة الأنفال
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة الأنفال
  وهي كلها مدنية
  ﷽ قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} وهذا خطاب لرسول الله ÷ حين سأله أصحابه يوم بدر عن الأنفال والأنفال الخمس من الفيء والغنائم الذي جعله الله سبحانه لأهل الخمس، والنفل الزيادة من الخير ومنه صلاة النافلة قال لبيد بن ربيعة:
  إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ربي وبالنحل
  وقيل إن الأنفال الغنائم، والسبب في نزول هذه الآية ما روينا أن الناس يوم بدر قال لهم رسول الله ÷: «من صنع كذا فله كذا» فسارع إليه الشبان وبقي الشيوخ تحت الرايات فلما فتح الله تعالى عليهم جاءوه يطلبون ما جعل لهم رسول الله ÷ فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا ردء لكم فأنزل الله تعالى هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} والآية ثابتة الحكم، ومعنى ذلك قل الأنفال لله وهي لا شك لله مع الدنيا بما فيها والآخرة والرسول يضعها في مواضعها التي أمر الله ø بوضعها فيه.
  قوله تعالى: {... كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} أي كما أخرجك ربك من مكة إلى المدينة بالحق مع كراهة فريق ممن يعد نفسه من المؤمنين كذلك جعل لك غنيمة بدر بالحق {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ٥} أي كارهون خروجك من مكة إلى المدينة.
  قوله تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ لَهُمْ} يعني في القتال يوم