سورة الأنفال
  ثم قال: {وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} لأن استنصارهم كان عليهم لا بهم {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ} أي وإن تعودوا إلى مثل هذا الاستفتاح نعد إلى مثل هذا النصر وقيل إنه خطاب للمؤمنين نصرهم الله يوم بدر حين استنصروه ثم قال: {وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} يعني عما فعلتموه في الأسرى والغنيمة، وإن تعودوا إلى مثل ما كان منكم في الأسرى والغنيمة نعد للإنكار عليكم.
  قوله تعالى: {... إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} أما الدواب فهو اسم لكل ما دب على الأرض من حيوان لدبيبه عليها مشياً وإن كان بالخيل أخص والمراد بشر الدواب الكفار لأنهم شر ما دب على الأرض من حيوان ثم قال: {الصُّمُّ} لأنهم لا يسمعون الوعظ {الْبُكْمُ} جمع أبكم وهو المخلوق أخرس وإنما وصفهم بالبكم لأنهم لا يقرون بالله ø ولا بلوازم طاعته ثم قال: {الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ٢٢} عن أمر الله ونهيه ولا يعتبرون اعتبار العقلاء.
  {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} أي أسمعهم الحجج والمواعظ سماعاً يفهم ويعلم.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} يعني أجيبوا الله والرسول والاستجابة بمعنى الإجابة وقد مر الكلام فيها {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} يعني إذا دعاكم للإيمان والحق وجهاد العدو لأن في ذلك كله دوام الحياة وإحياء الأمر والذكر {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} أي يفرق بين المرء وقلبه بالموت فلا يقدر على استدراك.
  قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} الفتنة في هذا المكان المنكر أمر الله المؤمنين أن لا يقروه بين أظهرهم