سورة الأنفال
  فيه والأربعة الأخماس من الغنيمة يقسم لمن شهد القتال فيضرب للفارس سهمان سهم له وسهم لفرسه، وللراجل سهم واحد.
  قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} يعني شفير الوادي الأقصى إلى مكة {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} يعني عير أبي سفيان أسفل الوادي على شاطئ البحر بثلاثة أميال {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} ومعنى لو تواعدتم أن تتفقوا مجتمعين لاختلفتم في الميعاد بالتقدم والتأخر والزيادة والنقصان من غير قصد ويحتمل: ولو تواعدتم ثم بلغكم كثرة عدوكم مع قلة عددكم لتأخرتم فنقضتم الميعاد.
  قوله تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} وهذا خطاب للنبي ÷ أرى نبيئه في منامه قلة المشركين تثبيتاً له ولطفاً أنعم الله به عليه وعلى أمته ليكون أثبت لقلوبهم وأقدم لهم على لقاء العدو.
  قوله تعالى: {... وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} والريح أراد به الدولة وقيل إنها ريح النصر التي يرسلها الله لنصر أوليائه وهلاك أعدائه.
  قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ} هم قريش حين خرجوا في حماة العير والذب عنها فقال لهم أبو جهل: لا نرجع حتى نرد بدراً وننحر جزراً ونشرب خمراً وكان من أمر الله ø ما كان.
  قوله تعالى: {.. إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} هم قوم مرتابون لم يظهر فيهم من العداوة ما ظهر من سائر المنافقين وإن كانوا في النفاق سواء والمرض الشك وهو مشهور في كلام العرب ومنه قول الشاعر:
  ولا مرضاً أبغيه إني لصاين ... لعرضي ولا في الأولية مفخر