البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأنفال

صفحة 309 - الجزء 1

  قوله ø: {غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} الإسلام ولأن الله تعالى قلل المشركين في أعين المسلمين ليستهينوا بهم حتى أظفر بهم المسلمين فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا.

  قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} يوم القيامة [وجوههم] إذا جاءوهم وأدبارهم إذا ساقوهم إلى النار.

  قوله تعالى: {... ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ} بالنصر لهم على أعدائهم {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} من الثقة والتوكل عليه وإيثار طاعته واجتناب معصيته وأيضاً لم يك مغيراً نعمة أنعمها عليهم في الغنى والسعة حتى يغيروا ما بأنفسهم من تأدية حق الله ø.

  قوله تعالى: {... وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} أي فألق إليهم عهدهم حتى لا تنسبوا إلى الغدر، ومعنى على سواء أي على عدل من غير خلف قال الراجز:

  فاضرب وجوه الغُدَّر الأعداء ... حتى يجيبوك إلى السواء

  وقيل: السواء بمعنى الوسط قال حسان:

  يا ويح أنصار النبي ورهطه ... بعد المغيب في سواء الملحد

  يعني في وسط اللحد وقيل هذه الآية نزلت في بني قريظة.

  قوله تعالى: {.. وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} والقوة السلاح والرمي وروينا أن رسول الله ÷ خطب فقال على منبره: