البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يونس #

صفحة 346 - الجزء 1

  مصدق لما تقدمه من كتب الأنبياء $ والثاني مصدق لما بين يديه من البعث والنشور والجزاء على الأعمال والجنة والنار.

  قوله تعالى: {... وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} يعني نبياً يدعوهم إلى الهدى ويأمرهم بالإيمان والطاعة {فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} فيه وجهان أحدهما: فإذا جاء رسولهم قضي بينهم يوم القيامة، ويكون شاهداً عليهم، والثاني: فإذا جاء في الدنيا داعياً بعد الإذن له في الدعاء عليهم قضى الله بينهم بتعجيل الانتقام منهم.

  قوله تعالى: {... وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} أي يستخبرونك وهو طلب النبأ {أَحَقٌّ هُوَ} أي العذاب في الآخرة {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ} وأقسم مع إخباره أنه حق ليكون تأكيداً أي يميناً يقيناً.

  قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} أي أخفوا الندامة وكتموها، ويحتمل أن يكون بمعنى أظهروها وكشفوها.

  قوله تعالى: {... قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} فضل الله الإسلام والهداية مع ما قدمنا من الإسلام والنعم ورحمته عونه وتسديده {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨} في الدنيا.

  قوله تعالى: {... أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢} فأولياء الله هم أهل ولايته والمستحقون لكرامته، ويجوز أن يكون المتحابون في الله ø، وذلك لما روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن من عباد الله ناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانهم يوم القيامة» قالوا: يا رسول الله من هم خبرنا وما أعمالهم؟ فإنا نحبهم لذلك؛ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها في الله إن وجوههم لنور وإنها لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ: {أَلَا إِنَّ