البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يونس #

صفحة 347 - الجزء 1

  أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢} أي لا خوف عليهم في الآخرة، ولا هم يحزنون أي عند الموت.

  قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} فيه وجهان أحدهما: أن البشرى في الحياة الدنيا هي البشارة عند الموت بأن يعلم أين هو قبل أن يموت وفي الآخرة الجنة.

  وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: إن النبي ÷ قال: «إن لخديجة بنت خويلد بيتاً من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

  والثاني: أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له وفي الآخرة الجنة، روينا ذلك نصاً عن رسول الله ÷ {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} أي لا خلف في وعده ووعيده.

  قوله تعالى: {... ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} والغمة ضيق الأمر الذي يوجب الغم وهو من الشيء المغطى يقال غم الهلال عن الناس أي استتر {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} ما في نفوسكم {وَلَا تُنْظِرُونِ ٧١} أي ولا تؤخرون.

  قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} يعني عن الإيمان {فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} تستثقلونه فتتمتعون من الإيمان والإجابة لأجله {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٧٢} لأمر الله وطاعته.

  قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} وروينا أنه كان في سفينة نوح ثمانون رجلاً أحدهم جرهم وكان لسانه عربياً وحمل فيها من كل زوجين اثنين {وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ} أي خلفاً لمن هلك بالغرق {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} وبقي الماء بعد الغرق مائة وخمسين يوماً.