البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 357 - الجزء 1

  على ما روينا عن أمير المؤمنين # أن فورانه كان من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة وفار التنور وهو على ما روينا عنه أنه الصبح. {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} من الآدميين والبهائم ذكراً وأنثى {وَأَهْلَكَ} أي واحمل أهلك {إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} من الله تعالى أنه يهلكه وهو ابنه وامرأته كانا كافرين {وَمَنْ ءَامَنَ} أي احمل من آمن {وَمَا ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠} وكان عددهم ثمانين نفراً فيهم ثلاثة من بنيه سام وحام ويافث وثلاث بنات له نوح سابعهم.

  قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} ركب نوح # في السفينة في اليوم العاشر من رجب ونزل منها في اليوم العاشر من محرم وهو يوم عاشوراء فقال لمن كان معه من كان صائماً فليتم صومه ومن لم يكن صائما فليصم {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا} أي مسيرها {وَمُرْسَاهَا} أي مثبتها فإذا أراد مسيرها قال بسم الله مجريها فجرت وإذا أراد وقوفها قال: بسم الله مرسيها فرست.

  قوله ø: {... قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} أي لا معصوم أي لا ناج من أمر الله يعني الغرق {إِلَّا مَنْ رَحِمَ} وهم أهل السفينة.

  قوله تعالى: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} وجعل نزول الماء في الأرض بمنزلة البلع ومعناه ابلعي الماء {وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} أي لا تمطري من قولهم أقلع عن الشيء إذا تركه {وَغِيضَ الْمَاءُ} أي نقص حتى ذهب زيادته {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي بهلاك من غرق من قوم نوح {وَاسْتَوَتْ} يعني السفينة {عَلَى الْجُودِيِّ} وهو جبل بالموصل وقيل بموضع يقال له بافردا من أرض الجزيرة.

  قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} وإنما قال