البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 358 - الجزء 1

  من أهلي لأن الله تعالى وعده أن ينجي أهله معه {وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ٤٥} بالحق {قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} أي ليس من أهل دينك ولا على شريعتك وولايتك ولا هو من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} أي إن مسألتك إياي أن أنجيه وهو كافر عمل غير صالح، وهذا تأويل من قرأ بالتنوين ومن قرأ بغير التنوين فمعناه إن ابنك الذي سألتني أن أنجيه عمل غير صالح في تركه دينك وولايتك {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} يعني في نسبته إلى نفسك وهو عاص لك وإدخاله في جملة من وعدتك أن أنجيه من أهلك {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٤٦} ومعنى أعظك أرفعك أن تكون من الجاهلين بالمطيعين والعصاة ومن يستحق الخلاص ومن لا يستحق وأصل الموعظة التحذير كقوله: {يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا}⁣[النور: ١٧]، أي يحذركم.

  قوله تعالى: {... يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} والمدرار المطر المتتابع في أثنائه مأخوذ من درور اللبن في الضرع {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} أي شدة إلى شدتكم وعزاً إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم.

  قوله تعالى: {... إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٦} أي على تدبير محكم.

  قوله تعالى: {... هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أنشأكم خلقكم من الأرض لأنكم من آدم وآدم من الأرض واستعمركم أي أمركم بعمارة ما تحتاجون إليه فيها من بناء مساكن وغرس أشجار.

  قوله تعالى: {قَالُوا يَاصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} أي مؤملاً يرجى خيرك.

  قوله تعالى: {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} أي على