سورة هود
  حق بين وحجة ظاهرة {وَءَاتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً} يعني النبوة والحكمة {فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ} أي فمن يدفع عني عذاب الله إن عصيته بطاعتكم {فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ ٦٣} يعني فما تزيدونني باحتجاجكم باتباعكم آبائكم إلا خساراً تخسرونه أنتم.
  قوله تعالى: {... وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} وهو أن الله سبحانه أمر جبريل فصاح بهم {فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ٦٧} لأن الصيحة أخذتهم ليلاً فأصبحوا منها هلكى في ديارهم أي في منازلهم وبلادهم من قولهم: هذه ديار بكر وديار ربيعة، وفي جاثمين قولان أحدهما: ميتين لأن الصيحة أخذتهم بياتاً، والثاني: هلكى بالجثوم وفي الجثوم قولان أحدهما السقوط على الوجوه والثاني أنه القعود على الرُّكَب.
  قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى} الرسل جبريل ومعه ملكان قيل إنهما ميكائيل وإسرافيل، وفي البشرى الذي جاءوا بها قولان أحدهما: أنهم بشروه ببنوة والثاني: بشروه بهلاك قوم لوط {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} وهذه تحية من الملائكة لإبراهيم بالسلام فحياهم بمثلها فدل على أن السلام تحية الملائكة والمسلمين وقرئ قالوا: سلماً قال سِلم بكسر السين وإسقاط الألف والسلام من المسالمة والسلم من السلام {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ٦٩} ظن رسل ربه أضيافاً لأنهم جاءوه في صورة الناس فعجل لهم الضيافة فجاءهم بعجل حنيذ والحنيذ المشوي نضجاً وهو المحنوذ وهو أن يوقد على الحجارة فإذا اشتد حرها ألقي فوقها ليسرع نضجه قال طرفة:
  وعين الوحش سائلة حنوذ