سورة هود
  {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} ونكرهم وأنكرهم بمعنى واحد قال الأعشى:
  وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا
  وسبب إنكاره لهم أنهم لم يطعموا ومن شأن العرب إذا نزل بهم ضيف لمهم فلم يطعم طعامهم ظنوا به سوءاً فنكرهم إبراهيم لذلك {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} أحدهما أنه أضمر في نفسه تخوفاً منهم {قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ٧٠} يعني لهلاكهم وفي إعلامهم لإبراهيم بذلك وجهان أحدهما ليزول خوفه منهم والثاني لأن إبراهيم قد كان يأتي قوم لوط ويقول: ويحكم قد نهاكم الله أن تتعرضوا لعقوبته فلا تطيعوه.
  {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} ومعنى قائمة أنها كانت قائمة وراء الستر تسمع كلامهم وفي قوله فضحكت أي حاضت تقول العرب: ضحكت المرأة أي حاضت والضحك هو الحيض في كلامهم قال الشاعر:
  وضحك الأرانب فوق الصفا ... كمثل دم الجوف يوم اللقا
  وقيل: ضحكت معناه تعجبت وقد يسمى التعجب ضحك لحدوث الضحك منه وتعجبها أن قوم لوط أتاهم العذاب وهم غافلون. والثاني: أن تعجبها من أن يكون لها ولد على كبر سنها لأن الملائكة كانوا قد بشروا إبراهيم بإسحاق.
  قوله تعالى: {قَالَتْ يَاوَيْلَتَى} الدعاء على نفسها بالويل ولكنها كلمة تخف على أفواه النساء إذا طرأ عليهن ما يتعجبن منه وعجبت من ولادتها وهي عجوز وكان بعلها شيخاً لخروجه عن العادة مستغرب مستنكر وقيل: كان لسارة تسع وتسعون سنة وكان لإبراهيم مائة سنة وقيل إنما