البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 361 - الجزء 1

  قالت: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} تعريضاً عن ترك غشيانه لها فالبعل هو الزوج في هذا الموضع ومنه قوله ø: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ}⁣[البقرة: ٢٢٨]، والبعل المعبود ومنه قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}⁣[الصافات: ١٢٥]، أي إلهاً معبوداً، والبعل السيد قال لبيد:

  حاسر الديباج عن أذرعهم ... عند بعل حازم الأمر بطل

  فسمى الزوج بعلاً لتطاوله على الزوجة كتطاول السيد على المسود {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ٧٢} أي منكر ومنه قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}⁣[ق: ٢]، أي أنكروا ولم يكن ذلك منها تكذيباً ولكن استغراباً.

  قوله تعالى: {.. فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} يعني الفزع والروع بضم الراء النفس ومنه قولهم: ألقي في روعي أي في نفسي {وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى} ووجه جداله أنه قال للملائكة: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ}⁣[العنكبوت: ٣٢].

  قوله تعالى: {... وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} ومعنى ذلك ساء ظناً بقومه فضاق ذرعاً بأضيافه {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ٧٧} أي شديد لأنه خاف على الرسل من قومه أن يفضحوهم، شعراً:

  وإنك إلا ترض بكر بن وائلٍ ... يكن لك يوم بالعراق عصيب

  قوله تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} أي يسرعون والإسراع والإهراع بمعنى واحد وكان سبب إسراعهم أن امرأة لوط أعلمتهم