سورة هود
  بأضيافه فأسرعوا إليهم طلباً للفاحشة منهم {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} أي من قبل إسراعهم كانوا ينكحون الذكور وقيل إن اللوطية كانت في قوم لوط في النساء قبل أن تكون في الرجال بأربعين سنة.
  {قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} وفي قوله هذا وجهان أحدهما: أنه أراد نساء اُمَّتِهِ ولم يرد بنات نفسه لأن كل نبي أبو أمته فأراد بذلك تزوجوا نساء أمتي اللاتي عندي بمنزلة بناتي فذلك النكاح والزواج أطهر لكم وأطيب من هذه الفاحشة. والثاني: أنه أراد به بنات نفسه لأن أمره فيهن أنفذ من أمره في غيرهن.
  فإن قيل: كيف يزوجهم بناته مع كفر قومه وإيمان بناته؟ ففي ذلك جوابان أحدهما: أنه قال ذلك على شرط الإيمان كما هو شرط بعقد النكاح. والثاني: فإنه ترغيباً لهم في الحلال وتنبيهاً للمباح ودفعاً للمبادرة من غير بذل لنكاحهن ولا تعريضاً لخطبتهن {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} أي لا تذلون بهذه الفضيحة والضيف الزائر المسترفد ينطلق على الواحد والجماعة، قال الشاعر:
  لا يعدمني الدهر سفاراً لجار ... وللضيف والضيف أحق زائر
  {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ٧٨} أي مؤمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدفع عن أضيافه قال ذلك تعجباً من إجماعهم على الباطل والمنكر {قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ} أي ما لنا فيهن من حاجة ولسن لنا بأزواج {وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ٧٩} أي نريد الرجال.
  قوله ø: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ٨٠} وأراد بالقوة الانتصار والركن الشديد العشيرة المانعة، وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «رحم الله لوطاً