سورة هود
  لقد كان يأوي إلى ركن شديد» يعني الله ø.
  قوله تعالى: {قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} قيل إن لوطاً كان واقفاً على بابه يمنع الناس من أضيافه فلما أعلموه أنهم رسل ربه مكن قومه من الدخول فطمس جبريل # على أعينهم فعميت وعلى أيديهم فخفت {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} يعني فأسر به ليلاً والسرى سير الليل، قال عبدالله بن رواحة:
  عند الصباح يحمد القوم السرى ... وتنجلي عنهم علالات الكرى
  ويقال: سر، واسر؛ لغتان {بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} قيل بعضه وقيل نصفه من قطع الشيء نصفين شعراً:
  ونائحة تنوح بقطع ليل ... على رجل بقارعة الطريق
  {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} أي ولا ينظر وراءه منكم أحد، ويحتمل أن يكون بمعنى ولا يشتغل أحد بما وراءه وخلفه من مال ومتاع {إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} فيه وجهان أحدهما: أن قوله: إلا امرأتك استثناء من قوله فاسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك وهذه قراءة من قرأ بالنصب، والثاني: أنه استثناء من قوله: ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك وهو على معنى البدل بالرفع، وروي في الأخبار أنها خرجت مع لوط من القرية فسمعت الصوت فالتفتت فأرسل عليها حجرة فأهلكتها {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ٨١} وروينا عن رسول الله ÷ أن لوطاً علم أنهم رسل ربه قال: فالآن إذاً، قال جبريل #: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب وجعل الصبح