سورة هود
  تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ} وكانوا مع كفرهم أهل بخس وتطفيف فأمروا بالإيمان إقلاعاً عن الشرك وبالوفاء نهياً عن التطفيف {إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} والخير المال وبزينة الدنيا {وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ٨٤} أي عذاب النار في الآخرة.
  قوله ø: {.. بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} أي ما أبقاه الله تعالى خير لكم بعد أن توفوا الناس حقوقهم بالمكيال والميزان {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ٨٦} أي حفيظ من عذاب الله أن ينالكم ولا لنعمة أن تزول عنكم.
  قوله تعالى: {قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ} أي تدعوك إلى أن تأمرنا {أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُنَا} من الأوثان والأصنام {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} أي ما كانوا عليه من البخس والتطفيف والزكاة التي كان يأمرهم بها فيمتنعون منها {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ٨٧} وإنما قالوا استهزاء به أي إنك لست بحليم ولا رشيد على وجه النفي.
  {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} قد ذكرنا تأويله {وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا} هو المال الحلال الطيب ويحتمل أن يكون الرزق النبوة وفي الكلام محذوف وتقديره أفأعدل مع ذلك عن عبادته ثم قال: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} أي لا أفعل ما نهيتكم عنه كما لا أترك ما آمركم به {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ} ومعناه إن أريد إلا فعل الصلاح ما استطعت لأن الاستطاعة من شروط الفعل وأن تكون متقدمة {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨} والإنابة الرجوع ومعناه وإليه أرجع.
  قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي} أي لا يحملنكم ولا