البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 366 - الجزء 1

  يكسبنكم، وقوله شقاقي أي ضراري {أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ} وهم أول أمة أهلكوا {أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ٨٩} يعني بعد الدار لقربه منهم ويجوز أن المراد قرب العهد.

  قوله ø: {.. قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} أي ما نفهم ومنه سمي علم الدين فقهاً لأنه مفهوم {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} أي ضعيف البدن {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} أي لقتلناك بالرجم وقد يكون الرجم بمعنى الشتم كما قال الجعدي:

  تراجمنا بمر القول حتى ... نصير كأننا فرسا رهان

  {وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ٩١} أي ممتنع لولا رهطك.

  قوله ø: {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ} أي تراعون رهطي فيّ ولا تراعون الله {وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} أي طرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به ومنه قول الشاعر:

  وجدنا بني البرصاء من ولد الظهر

  أي ممن لا يلتفت إليهم ولا يعتد بهم. {إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ٩٢}.

  قوله ø: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} أي على تمكنكم.

  قوله تعالى: {مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ} أي نقمة من الله تخزيه بمعنى تذله وتفضحه.

  قوله تعالى: {... ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ} أي نخبرك {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ١٠٠} والقائم العامر والحصيد الخاوي الدارس،