سورة يوسف #
  أخيه السارق لأن الاشتراك في الأنساب يفيد تشاكلاً في الأخلاق ونسبوا السرقة إلى يوسف ولم يكن منه {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ} أي أسر {فِي نَفْسِهِ} قولهم إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا} معناه شر منزلة ممن نسبتموه إلى هذه السرقة {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ٧٧} أي بما تقولون.
  قوله تعالى: {قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا} وإنما قال ذلك ترفقاً واستعطافاً، ويجوز أن يكون المراد بالكبير يعني أنه كبير السن ويحتمل أن يكون المراد كبير المقدار والموضع {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٧٨} ومعناه إنا نراك من المحسنين إن فعلت هذا مضافاً إلى ما كنت تفعل بنا من إكرامنا وتوفية كيلنا ورد بضاعتنا فأجابهم يوسف هذا: فـ {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ٧٩}.
  قوله تعالى: {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} أي يئسوا من رد أخيهم وخلصوا نجياً أي خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون، لا يختلط بهم سواهم {قَالَ كَبِيرُهُمْ} فيه قولان أحدهما: كبيرهم في العقل والعلم وهو شمعون الذي كان قد ارتهنه يوسف عنده حتى رجع إخوته إلى أبيهم. والثاني: أنه عنى كبيرهم في السن وهو روبيل ابن خالة يوسف: {أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} يعني عند إنفاذ ابنه هذا معكم {وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} يعني أرض مصر {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} بالرجوع {أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ٨٠} يعني أو يقضي الله لي بالخروج منها أو يحكم الله لي يحتمل أيضاً بالسيف والمحاربة لأنهم هموا بذلك.
  قوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} قرئ