البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يوسف #

صفحة 393 - الجزء 1

  بضم السين وفتحها {وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا} من وجود السرقة في رحله {وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ٨١} وما كنا نعلم أن ابنك سرق.

  قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} بحذف ذكر الأهل إيجازاً لأن الحال يشهد به {وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} والعير القافلة.

  قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} أي بل زينت وسهلت عليكم في قولكم إن ابني سرق وهو لا يسرق وإنما ذاك لأمر يريده الله ø {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} يعني يوسف وأخاه المأخوذ في السرقة وأخاه المخلف بمصر {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٨٣} في قضائه بما ذكرتم.

  قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} يعني يا جزعا على يوسف قال الشاعر:

  فيا أسفا للقلب كيف انصرافه ... وللنفس لما سليت فتسلت

  وقيل: معناه واحزناه قال حسان يرثي رسول الله ÷:

  فيا أسفا ما وارت الأرض والتوت ... عليه وما تحت السلام المنضد

  قوله تعالى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} أي ضعف بصره لبياض حصل فيه من كثرة بكائه {فَهُوَ كَظِيمٌ ٨٤} فيه وجهان أحدهما الكمد، والثاني المخفي لحزنه مأخوذ من كظم الغيظ وهو إخفاؤه قال الشاعر:

  فخصصت قومي واحتسبت قتالهم ... والقوم من خوف المنايا كظم