البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يوسف #

صفحة 397 - الجزء 1

  أي عن السفة وقد يكون التفنيد بمعنى التكذيب كما قال الشاعر:

  هل افتخار الكريم من أود ... أم هل يقول الصديق من فند

  أي من كذب.

  ويحتمل أن يكون بمعنى تضعيف الرأي ومنه قول الشاعر:

  يا صاحبي دعا لومي وتفنيدي ... فليس ما فات من أمر بمردود

  وكان قوله هذا لأولاد بنيه لغيبة بنيه عنه فدل هذا على أن الجد أب وقيل إن المسافة التي وجد منها ريح قميصه ثمانية أيام، وقيل ستة أيام.

  قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ٩٥}.

  قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} وهو يهوذا بن يعقوب سمي بذلك لأنه أتاه ببشارة ألقاه على وجهه يعني ألقى قميص يوسف على وجه يعقوب فارتد بصيراً أي رجع بصيراً بخبر يوسف من العمى {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ} من صحة رؤيا يوسف {مَا لَا تَعْلَمُونَ ٩٦} ويحتمل وجهاً ثانياً وهي أني أعلم من بلوى الأنبياء بالمحن ونزول الفرج ونيل الثواب ما لا تعلمون.

  قوله تعالى: {.. قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} وذلك لقولهم: {يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} وإنما سألوه ذلك لأمرين أحدهما أنهم ادخلوا عليه من أمر الحزن ما لا يسقط المأثم عنه إلا بإحلاله. والثاني: أنه نبي تجاب دعوته وتعظم مسألته.

  {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} في تأخيره الاستغفار لهم وجهان