سورة إبراهيم # مكية
  وقوله: {فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} أنه وصف اليوم بالعصوف وهو في صفة الريح لأن الريح تكون فيه كما يقال: يوم بارد ويوم حار لأن الحر والبرد يكونان فيه. والثاني: أن التقدير في يوم عاصف الريح فحذفت لأنها قد ذكرت قبل ذلك {لَا يَقْدِرُونَ} في الآخرة على شيء {مِمَّا كَسَبُوا} يعني لا يقدرون في الآخرة على شيء من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا لإحباطه بالكفر {ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ١٨} وإنما جعله بعيداً لفوات استدراكه بالموت.
  قوله تعالى: {... وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا} أي ظهروا بين يديه في القيامة {فَقَالَ الضُّعَفَاءُ} وهم الأتباع {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} وهم المتبعون {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} يعني في الكفر حيث أجبناكم إليه {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} أي دافعون عنا يقال: أغنى عنه إذا دفع عنه الأذى وأغناه إذا أوصل إليه النفع {قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} أي لو هدانا الله إلى طريق الجنة لهديناكم إليها، ويجوز أن يكون المعنى ولو نجانا الله من العذاب لنجيناكم منه {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ٢١} أي من منجى وهذا كلام أهل النار.
  قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ} والألف واللام في الشيطان للجنس والمراد به المتبوعون الذين أضلوا تابعهم وأغووا قومهم لما قضي الأمر أي أخذ أهل الجنة طريق الجنة وأهل النار طريق النار {إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ} يعني البعث والجنة والنار وثواب المطيع وعقاب العاصي {وَوَعَدْتُكُمْ} ألا شيء من ذلك {فَأَخْلَفْتُكُمْ} ... إلى قوله: {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} أي ما أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجي ولا يمنعكم {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} كفرت