سورة الحجر مكية
  فكلما هموا بالسمع لذلك رماهم الله بشهاب القذف فيصرف (عن)(١) ذلك ويردع مما همت به والشهاب نور يمتد بضيائه الشديد فيحترق من وقع فيه من تلك الأجسام النارية وهي أجسام الجن قال ذو الرمة:
  كأنه كوكب في إثر عفريت ... مسوم في سواد الليل منقضب
  {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} أي بسطناها قيل إنها بسطت من مكة لأنها أم القرى {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} وهي الجبال {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ١٩} يعني بقدر معلوم وإنما قيل موزون لأن الوزن يعرف به مقدار الشيء.
  قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} يعني التصرف في أسباب الرزق مدة الحياة والانتفاع بما خلق الله تعالى في الأرض من الملابس والمطاعم والمشارب {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ٢٠} من الدواب والأنعام والوحش.
  قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} يعني المطر المنزل من السماء لأن به نبات كل شيء من الحيوان {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢١} روينا عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: ما كان عام أمطر من عام ولكن الله يقسمه حيث يشاء فيمطر قوماً ويحرم آخرين.
  قوله تعال: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} يعني لواقح السحاب حتى يمطر وكل الرياح لواقح غير أن الجنوب ألقح روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «ما هبت جنوب إلا أتبع الله به غيثاً غدقة»
(١) زيادة من نخ (هـ).