البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحجر مكية

صفحة 424 - الجزء 1

  ويحتمل أن تكون لواقع الشجر حتى يثمر.

  قوله تعالى: {... وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ٢٤} والمستقدمين هم الذين خلقوا، والمستأخرين هم الذين لم يخلقوا، ويحتمل أن يكون المستقدمين الذين ماتوا والمستأخرين الذين هم أحياء ويحتمل أن يكون المعنى المستقدمين في الجهاد والمستأخرين عنه.

  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦} أما الإنسان هاهنا فهو آدم والصلصال الطين اليابس الذي لم تصبه نار فإذا نقرته سمعت له صلصلة، شعراً:

  وقاح ترى الصلصال فيه ودونه ... بقايا تلال بالحرا والمناكب

  والصلصلة الصوت الشديد المسموع من غير الحيوان مثل القعقعة في الثوب الجديد، وقيل: الصلصال المتغير الريح من قولهم صل اللحم وأصل إذا تغير.

  وأما الحمأ المسنون فالحمأ جمع حماة وهو الطين الأسود المتغير والمسنون المنتن من قولهم أنتن الماء إذا تغير وقيل: المسنون المصبوب من قولهم: سننت الماء على الوجه إذا صببته عليه وقيل المسنون الذي قد جعل بعضه بعضاً من قولهم: سننت الحجر على الحجر إذا خدعت أحدهما بالآخر.

  {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ} يعني من قبل آدم {مِنْ نَارِ السَّمُومِ ٢٧} أي من النار لأن الله ø خلق الملائكة من الريح والجن من النار والإنس من الطين والسموم الريح الحارة.

  {... قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ٣٦} وهذا السؤال من إبليس لم يكن عن ثقة منه بمنزلته عند الله وأنه أهل أن لا يجاب له دعاء،